قال خبراء عالميون إن فيروس كورونا يبدو انه يتجه على نحو متزايد ليكون وباءا عالميا، حيث تسبب الارتفاع المتسارع لعدد الحالات المصابة في قلق لدى الباحثين الذين يخشون ان يشق الفيروس طريقه في جميع انحاء العالم.وحتى الثلاثاء، أصاب المرض أكثر من 80 ألفاً غالبيتهم العظمى داخل الصين، وقتل ما يقترب من 3 آلاف شخص.
وفي ظل القلق من انتشار الفيروس بشكل خارج السيطرة في دول أخرى مثل كوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران، ساد اعتقاد بأنه موجة عابرة سرعان ما ستنتهي خلال أشهر أو حتى أسابيع.
مدى خطورة الفيروس
لوباء يتعلق أيضا بخطورة الفيروس المنتشر وتهديده لحياة البشر، وبينما لم يتمكن العلماء حتى الآن من تحديد مدى تهديد السلالة الجديدة من فيروس كورونا للحياة، إذ ان هناك عدم يقين بشأن مقدار الضرر الذي قد يسببه الوباء، لكن هناك إجماع متزايد على أن المرض ينتقل بسهولة بين البشر.
وكان آخر وباء خطير تسبب في وفاة عشرات الملايين هو وباء الأنفلونزا الإسبانية عام 1918. وكان هذا أول هجوم من سلالتي فيروس H1N1 المتحور والذي أصاب وقتها 500 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، مما أسفر عن مقتل 50 مليون شخص وربما أكثر بحسب موقع ناسداك. وسجل معدل القتلى 3 إلى 5 ٪ من سكان الأرض في ذلك الوقت، مما يجعلها واحدة من أكثر الأوبئة دموية في تاريخ البشرية.
عندما انتشر فيروس السارس في 2003 لمدة تسعة أشهر، لم يتم تأكيد إصابة سوى 8098 حالة وقتل 10٪ من المصابين. وتسبب وباء أنفلونزا الخنازير H1N1 شديد الانتشار في عام 2009 في وفاة حوالي 285000 شخص حول العالم، أي أقل من الإنفلونزا الموسمية، وكان معدل الوفيات منخفضًا نسبيًا، والذي يقدر بنحو 0.02٪.
وبحسب موقع “ساينس نيوز فور ستيودينت” التابع لمنظمة علمية أمريكية، فإن سلالة فيروس كورونا التي انتشرت في الشرق الأوسط عام 2012 أكثر فتكا. إذ يقتل الفيروس حوالي ثلاثة من كل 10 أشخاص مصابين. بينما يبدو ان فيروس كورونا المنتشر حاليا أقل شراسة. فبحسب منظمة الصحة العالمية فى 23 يناير، فإن معدل الوفيات حوالي أربعة من بين كل 100 شخص مصاب. ومع ذلك يتوقع الخبراء تغير هذا العدد مع تشخيص المزيد من الحالات.
تأثير كورونا على الدول
من المحتمل أن تكون آثار الوباء أشد قسوة في بعض البلدان أكثر من غيرها. فبحسب نيويورك تايمز ففي حين أن الولايات المتحدة وغيرها من البلدان الغنية قد تكون قادرة على اكتشاف وعزل الناقلات الأولى، فإن البلدان التي لديها أنظمة رعاية صحية هشة لن تتمكن من ذلك. لقد وصل الفيروس بالفعل إلى كمبوديا والهند وماليزيا ونيبال والفلبين وريف روسيا.